( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وعُلُوّاً فانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ ) (١).
و في نهاية المطاف نقول : إنّه من مواليد عام الثمانين في المدينة وتوفّي في البصرة عام ١٣١، كما أرّخه المسعودي وغيره.
الشخصيّة الثانية للمعتزلة بعد واصل بن عطاء هو عمرو بن عبيد وكان من أعضاء حلقة الحسن ، مثل واصل ، لكنّه التحق به بعد مناظرة جرت بينهما في مرتكب الكبيرة كما نقلناها.
يقول السيّد المرتضى في أماليه : « يكنّى أبا عثمان مولى لبني العدوية من بني تميم. قال الجاحظ : وهو عمرو بن عبيد بن باب. و « باب » نفسه من سبي كابل من سبي عبدالرحمان بن سمرة ، وكان باب مولى لبني العدوية قال : وكان عبيد شرطيّاً ، وكان عمرو متزهّداً ، فكان إذا اجتازا معاً على الناس قالوا هذا أشرّ الناس ، أبو خير الناس ، فيقول عبيد : صدقتم هذا إبراهيم وأنا تارخ ».
يلاحظ عليه : أنّ ما ذكره عبيد من التشبيه إنّما يتمُّ على عقيدة أهل السنّة ، بأنّ أبا إبراهيم كان وثنيّاً ، وأمّا على عقيدة الشيعة ، وهي الّتي تؤيّدها الآيات القرآنية ، أنّ أباه كان مؤمناً موحّداً وأنّ « آزر » كان عمّه لا والده (٣) فلا يتمّ.
وقد روى السيّد في أماليه وغيره من أرباب المعاجم قصصاً في زهده وورعه غير أنّ قسماً منها يعدّ مغالاة في الفضائل وإليك نموذجاً منها :
روى ابن المرتضى عن الجاحظ أنّه قال : صلّى عمرو أربعين عاماً صلاة الفجر
__________________
١ ـ النحل / ١٤.
٢ ـ فهرس ابن النديم : الفن الأول من المقالة الخامسة ، ص ٢٠٣.
٣ ـ مجمع البيان : ج ٣ ص ٣١٩ ط صيدا في تفسير قوله ( ربنا اغفر لي ولوالدي ) ( إبراهيم / ٤١ ).