وللمعروف بالمزدار من المعتزلة كتاب كبير فيه فضائح أبي الهذيل ، وفي تكفيره بما انفرد به من ضلالته. وللجبّائي أيضاً كتاب في الردّ على أبي الهذيل في المخلوق ، يكفّره فيه ، ولجعفر بن حرب المشهور في زعماء المعتزلة أيضاً كتاب سمّاه « توبيخ أبي الهذيل » وأشار بتكفير أبي الهذيل ، وذكر فيه أنّ قوله يجرّ إلى قول الدهريّة » (١).
تشيّعه
قال ابن المرتضى : « ذكروا أنّه صلّى عليه أحمد بن أبي دؤاد القاضي فكبّر عليه خمساً ، ثمّ لمّا مات هشام بن عمرو فكبّر عليه أربعاً ، فقيل له في ذلك ( ما وجه ذلك )؟ فقال : « إنّ أبا الهذيل كان يتشيع لبني هاشم فصلّيت عليه صلاتهم » وأبو الهذيل كان يفضّل عليّاً على عثمان. وكان الشيعي في ذلك الزمان من يفضّل عليّاً على عثمان » (٢).
وهذا يكشف عن أنّ التشيّع ربّما يستعمل في تفضيل الإمام عليهالسلام على خليفة أو على الخلفاء الثلاث فقط ، ولا يلازم التشيّع القول بكون عليّ هو خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلافصل. فإنّ هذا هو التشيّع بالمعنى الأخصّ.
قال ابن أبي الحديد : « سئل شيخنا أبو الهذيل أيّما أعظم منزلة عند الله : عليّ عليهالسلام أم أبوبكر؟ فقال : والله لمبارزة عليّ عمرواً يوم الخندق تعدل أعمال المهاجرين والأنصار وطاعاتهم كلّها ، فضلاً عن أبي بكر » (٣).
وفاته
إذا كانت ولادة أبي الهذيل ١٣٥ ووفاته ٢٣٥ فقد توفّى الرجل عن عمر يناهز المائة.
ويقول ابن خلّكان : « وكان قد كفّ بصره ، وخرف في آخر عمره إلاّ أنّه كان لا
__________________
١ ـ الفرق بين الفرق : ص ١٢١ ـ ١٢٢.
٢ ـ المنية والأمل : ص ٢٨.
٣ ـ شرح نهج البلاغة : ج ١٩ ص ٦٠.