يذهب عليه شيء من الأصول ، لكنّه ضعف عن مناهضة المناظرين وحجاج المخالفين وضعف خاطره » (١).
و جرى ابن قتيبة في كتابه « تأويل مختلف الحديث » على ذمّ مشايخ المعتزلة ورميهم بقصص خرافيّة ، فنقل أوّلاً عن بعض أصدقاء أبي الهذيل أنّه بذل مائة ألف درهم على الإخوان. ثمّ قال ردّاً على هذه القصّة : « وكان أبو الهذيل أهدى دجاجة إلى موسى بن عمران فجعلها تأريخاً لكلّ شيء ، فكان يقول : فعلت كذا وكذا قبل أن أهدي إليك تلك الدّجاجة أو بعد أن أهديت إليك تلك الدّجاجة ». ثمّ فرّع على ذلك وقال : « هذا نظر من لا يقسم على الاخوان عشرة أفلس فضلاً عن مائة ألف » (٢).
« اللّهمّ لا تجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا ».
كلمة بذيئة
عنون الخطيب شيخ المعتزلة محمّداً أبا الهذيل ، ولكنّه جرى فيه كعادته فيهم بتسليط لسانه عليهم فقال : « شيخ المعتزلة » ، ومصنّف الكتب في مذاهبهم وهو من أهل البصرة. ورد بغداد وكان خبيث القول. فارق إجماع المسلمين وردّ نصّ كتاب الله عزّوجلّ إذ زعم أنّ أهل الجنّة تنقطع حركاتهم فيها ، حتّى لا ينطقوا نطقة ولا يتكلّموا بكلمة ، فلزمه القول بانقطاع نعيم الجنّة عنهم والله تعالى يقول : ( اُكلّها دائم ).
وجحد صفات الله الّتي وصف بها نفسه ، وزعم أنّ علم الله هو الله ، وقدرة الله هي الله. فجعل الله علماً وقدرة ـ تعالى الله عمّا وصفه به علوّاً كبيراً ـ » (٣).
يلاحظ عليه : أنّ النسبة الاُولى لم تثبت بعد ، وهؤلاء هم الأشاعرة ينقلونه عن أبي الهذيل وأتباعه ، وقد اعتذر أبو الحسين الخيّاط عن هذه النسبة في كتابه « الانتصار » وبما
__________________
١ ـ وفيات الأعيان : ج ٤ ص ٢٦٧.
٢ ـ تأويل مختلف الحديث : ص ٤٣.
٣ ـ تاريخ بغداد : ج ٣، ص ٣٦٦.