من أن يأتوا بما أراد منهم مع قدرتهم عليه قبل عزم المباراة والمقابلة.
ولو صحّ وجه إعجازه في الصّرفة ، فيتمّ حتّى مع كونه كلاماً مغسولاً من الفصاحة ، ومبذولاً مرذولاً للغاية ، وكلّما حاول الإنسان أن يقابله ، صرفت دواعيه وسلبت قدرته عن الاتيان بمثله ، هوكما ترى (١).
مؤلّفاته
مع أنّه كثر اللّغط والصّياح حول آراء النظّام (٢) فطبع الحال يقتضي أن يكون له عشرات المؤلّفات ، غير أنّه لم يصل من أسماء مؤلّفاته إلينا أزيد ممّا يلي :
١ ـ التّوحيد٢ ـ العالم (٣) ٣ ـ الجزء (٤) ٤ ـ كتاب الردّ على الثنويّة (٥).
ومن أراد أن يرجع إلى متفرِّداته ـ إن صحّت النّسبة ـ فليرجع إلى « الملل والنحل » للشهرستاني ، فإنّه جمعها تحت ثلاث عشرة مسألة ، مع النزاهة ورعاية أدب البحث ، خلافاً للبغدادي ، فإنّ كلامه بعيد عن الأدب.
هو أحد أئمّة المعتزلة في عصره ، وإماماً في كلامه ويعرّفه ابن النديم في فهرسته بقوله : « هو من معتزلة البصرة ، ذلّل الكلام وسهّله ويسّر ما صعب منه ، وإليه انتهت رئاسة البصريّين في زمانه ، لا يدافع في ذلك. وأخذ عن أبي يعقوب الشحّام. ورد البصرة
__________________
١ ـ ومن أراد البحث حول تلك النظرية فعليه الرجوع إلى المصادر التالية : أوائل المقالات للشيخ المفيد ص ٣١، بحار الأنوار : ج ١٢، ص ١ ـ ٣٢. المعجزة الخالدة للعلامة الشهرستاني ص ٩٢ ـ ٩٣. مقال للكاتب الفكيكي في مجلّة رسالة الإسلام ، العدد الثالث من السنة الثالثة ، والعدد الأول من السنة الرابعة. الجزء الثاني من الإلهيات من محاضراتنا الكلامية التي قام بتحريرها الشيخ الفاضل حسن مكي العاملي.
٢ ـ ألّف محمد عبد الهادي أبو ريدة كتاباً مستقلاً حول آراء النظام وأسماه « إبراهيم بن سيار النظام » وطبع عام ١٣٦٥ بالقاهرة وقد جمع آراءه عن مصادر مطبوعة ومخطوطة.
٣ ـ ذكرهما أبو الحسين الخياط ( م ٣١١ ) في الانتصار ص ١٤ ـ ١٧٢.
٤ ـ مقالات الاسلاميين : ج ٢ ص ٣١٦.
٥ ـ الفرق بين الفرق : ص ١٣٤.