الكهربائيّة يوجب تفجّر النور والطاقة ، فهكذا التقاء الأفكار والآراء يوجب اكتساح ظلمات الجهل عن أمام المفكّر.
ويظهر من ابن المرتضى في ترجمة الأصمّ أنّ لأبي عليّ تفسيراً ، قال : « وكان أبو عليّ لا يذكر أحداً في تفسيره إلاّ الأصمّ » (١) ومن المحتمل أن يكون المقصود أنّه لا يذكر من آراء الرجال في التفسير شيئاً إلاّ عن الأصمّ.
ويظهر أيضاً منه ـ في ترجمة أبي محمّد عبدالله بن العبّاس الرامهرمزي تلميذه ـ أنّ لأبي عليّ كتباً في الردّ على أهل النجوم ، ويذكر أنّ كثيراً منها يجري مجرى الأمارات الّتي يغلب الظنّ عندها (٢).
كما يظهر منه ـ في ترجمة الخراسانيّين الثّلاثة الّذين خرّجوا على أبي عليّ وأخذوا عنه ـ أنّ أبا عليّ أملى كتاب « اللّطيف » لأبي الفضل الخجندي ، ثالث الخراسانيّين (٣).
ونقل ابن عساكر في « تبيين كذب المفتري » عن الشيخ الأشعري أنّ له كتاباً في الردّ على كتاب « الاُصول » لاُستاذه أبي عليّ الجبّائي (٤).
إلى غير ذلك ممّا أهمل أرباب التراجم ذكره في ترجمته.
لمحة من أحواله
روى ابن المرتضى وقال : قال أبو الحسن : « وكان من أحسن الناس وجهاً وتواضعاً ـ إلى أنّ قال ـ : وكان إذا روى عن النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال لعليّ والحسن والحسين وفاطمة : « أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم » يقول : العجب من هؤلاء النوابت (٥)يروون هذا الحديث ثمّ يقولون بمعاوية » (٦).
وروى عن عليّ عليهالسلام أنّ رجلين أتياه فقالا : ائذن لنا أن نصير إلى معاوية
__________________
١ ـ المنية والأمل : ص ٣٣.
٢ ـ نفس المصدر : ص ٥٨.
٣ ـ نفس المصدر : ص ٦٥.
٤ ـ تبيين كذب المفتري : ص ١٣٠.
٥ ـ تطلق على الحشوية ومن لفّ لفّهم.
٦ ـ المنية والأمل : ص ٤٧.