تعالى لا يقدر على ظلم العقلاء ، ويقدر على ظلم الأطفال والمجانين ... الخ » (١).
قال ابن النّديم : « هو من أفاضل المعتزلة وممّن جرّد في إظهار المذهب والذّب عن أهله والعناية به ، وهو من صنايع يحيى بن أكثم وبه اتّصل بالمأمون ، ومن جهة المأمون اتّصل بالمعتصم ولم ير في أبناء جنسه أكرم منه ولا أنبل ولا أسخى » (٢).
قال الذّهبي : « أحمد بن أبي دؤاد القاضي جهمي بغيض ، هلك سنة ٢٤٠. قلّ ما روى » (٣).
في « العبر » أنّه قال : « قاضي القضاة كان فصيحاً مفوّهاً شاعراً جواداً وكان مع ذلك رأساً من رؤوس الجهميّة والمعتزلة ، وهو الّذي شغب على إمام أهل السنّة أحمد بن حنبل وأفتى بقتله ، وقد غضب عليه وعلى آله المتوكّل العبّاسي سنة ٢٣٧ فصادرهم وأخذ منهم ستّة عشر ألف ألف درهم وحبسه ومرض بالفالج ومات سنة ٢٤٠ هـ »(٤).
بذل القاضي أحمد بن دؤاد أقصى جهده في نشر الاعتزال واستغلّ السلطة الّتي جعلت له في ذلك السبيل بالتّرغيب تارة وبالترهيب اُخرى. والحنابلة والأشاعرة يواجهونه بالسّبِّ والشتم ، لأنّه هو الّذي حاكم الإمام أحمد في قوله بقدم القرآن أو كونه غير مخلوق فأفحمه.
وقد استخرج مؤلّف كتاب « المعتزلة » صورة المحاكمة من « الفصول المختارة » المطبوعة بهامش « الكامل » للمبرّد وإليك بيانه :
ابن أبي دؤاد : أليس لا شيء إلاّ قديم أو حديث؟
ابن حنبل : نعم.
__________________
١ ـ الخطط المقريزيّة : ج ٢، ص ٢٤٦.
٢ ـ الفهرست لابن النديم : الفنّ الأوّل من المقالة الخامسة ، ص ٢١٢.
٣ ـ ميزان الاعتدال : ج ١، ص ٩٧، رقم الترجمة : ٣٧٤.
٤ ـ العبر في خبر من غبر : ج ١، ص ٣٣٩.