الناس وتسليمه الأمر على ما أمضاه عليه الصّحابة ، لأنّي لمّا وجدت الناس قد عملوا ولم أره أنكر ذلك ولا خالف ، علمت صحّة ما فعلوا » (١).
يلاحظ عليه : إذا أثبت كونه أفضل الصحابة ، فتقدّم المفضول على الفاضل قبيح عقلاً ، وبه ردّ سبحانه اعتراض بني إسرائيل على جعل طالوت ملكاً. قال سبحانه : ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ ولَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ المَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ والجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ واللّهُ وَاسِعٌ عَليمٌ ) ( البقرة / ٢٤٧ ).
وأمّا تسليم الإمام لعمل الصّحابة فهو غير صحيح ، فقد اعترض على عملهم مرّة بعد مرّة ويكفي في ذلك خطبه وقصار حكمه وما نقله عنه المؤرّخون (٢).
هذا وأشباهه قابل للاغماض ، وإنّما الكلام فيما نسب إلى الشيعة من النسب المفتعلة والأكاذيب الشائنة وإليك نماذج من قذائفه وطامّاته في كتاب « الانتصار » :
١ ـ الرافضة تعتقد أنّ ربّها ذو هيئة وصورة يتحرّك ويسكن ويزول وينتقل ، وأنّه كان غير عالم فعلم ... إلى أن قال : هذا توحيد الرافضة بأسرها إلاّ نفراً منهم يسيراً صحبوا المعتزلة واعتقدوا التوحيد ، فنفتهم الرافضة عنهم وتبرّأت منهم. فأمّا جملتهم ومشايخهم مثل هشام بن سالم ، وشيطان الطاق ، وعليّ بن ميثم ، وهشام بن الحكم بن منصور ، والسكاك فقولهم ما حكيت عنهم.
٢ ـ فهل على وجه الأرض رافضي إلاّ وهو يقول : إنّ لله صورة ، ويروى في ذلك الروايات ويحتجّ فيه بالأحاديث عن أئمّتهم ، إلاّ من صحب المعتزلة منهم قديماً ، فقال بالتوحيد فنفته الرافضة عنها ولم تقربه.
٣ ـ يرون الرافضة أن يطأ المرأة الواحدة في اليوم الواحد مائة رجل من غير
__________________
١ ـ المنية والأمل : تصحيح توما أرنلد ، ص ٤٩ و٥٠.
٢ ـ لاحظ : الامامة والسياسة ، ص ١١ لابن قتبية وغيرها.