الفصل السادس
في طبقات المعتزلة ومدارسهم
المعتزلة تنقسم تارة بحسب الطّبقات واُخرى بحسب المدارس. أمّا الأوّل ، فقد قسمها القاضي عبدالجبّار ( م ٤١٥ ) إلى طبقات عشر. ثمّ جاء بعده الحاكم (١) فأضاف عليها طبقتين فصارت اثنتي عشرة طبقة.
وقد أدرجها ابن المرتضى في كتابه « المنية والأمل » الّذي طبع منه هذا القسم فقط. ولأجل رفع الاشتباه في الاسم نعبّر عن كتاب القاضي بالطّبقات ، وعن هذا القسم باسم كلِّ الكتاب : المنية والأمل.
إنّ ملاك التقسيم في ترتيب الطّبقات هو التسلسل الزّمني والترتيب التأريخي. فالأساتذة في طبقة والتلامذة في طبقة بعدها. ومن أراد الوقوف على أسمائهم وحياتهم فعليه المراجعة إلى المصادر السابقة باضافة « ذكر المعتزلة » للكعبي. وبما أنّ الاكتفاء بذكر الأسماء وحده لا يفيد شيئاً والتّفصيل خارج عن موضوع البحث ، فنحيل القارئ إلى الكتب المذكورة ونكتفي بذكر مدارس الاعتزال وبعض الفروق الموجودة بينها.
____________
١ ـ المراد منه المتكلم المعتزلي الزيدي أبو سعد المحسن بن محمد كرامة الجشمي البيهقي صاحب المؤلفات توفي مقتولاً بمكة في شهر رجب سنة ٤٦٥، أو ٤٤٥. وتوهمت المستشرقة سوسنه « ديفلد ملزر » أنّ المراد منه هو المحدث المشهور محمد بن عبداللّه الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك المتوفى عام ٤٠٥ وهو وهم.