الأصل الثّالث
الوعد والوعيد
هذا هو الأصل الثّالث من الاُصول الّتي بني عليها الاعتزال ، والمراد من الوعد هو المدح والثّواب على الطّاعات ، ومن الوعيد الذّمّ والعقاب على المعاصي.
والمسائل المبتنية على الوعد والوعيد في الكتاب والسنّة والعقل كثيرة طرحها المتكلِّمون والمفسِّرون في كتبهم الكلاميّة والتفسيريّة. وليست المعتزلة متفرِّدة بالرأي في هذه المسائل وإنّما تفرّدوا في بعض الفروع ولأجل ذلك نذكر عناوين المسائل الكليّة ، ثمّ نركِّز على متفرِّدات المعتزلة ، وإليك البيان :
١ ـ الكلام في المستحَقّ بالأفعال ( الطّاعة والعصيان ) فهو إمّا المدح والذّم ، أو الثّواب والعقاب.
٢ ـ الكلام في الشروط الّتي معها تستحقّ هذه الأحكام.
٣ ـ هل الثّواب على وجه التفضّل كما هو المشهور لدى الشّيعة وجماعة من أهل السنّة ، أو من باب الاستحقاق ، كما هو المشهور لدى معتزلة البصرة؟
٤ ـ هل استحقاق العقاب عقليّ وسمعي ، أو سمعيّ فقط؟
٥ ـ هل الطّاعات مؤثِّرة في سقوط العقاب ، والمعاصي مؤثِّرة في سقوط الثّواب ، فيعبّر عن الأوّل بالتّكفير ، وعن الثاني بالإحباط؟
٦ ـ تقسيم المعاصي إلى الكبائر والصّغائر.