وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشْرْهُمْ بِعَذَاب أَلِيم* أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ومَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرينَ ) ( آل عمران : الآيتان ٢١ ـ ٢٢ ).
٩ ـ إساءة الأدب مع النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) ( سورة الحجرات : الآية ٢ ).
وربّما يُتصوّر أَنّ رفع الصّوت ليس عاملاً مستقلاّ ً فى الإحباط ، بل هو كاشف عن كفر الرافع ، ولكنّه احتمال ضعيف ، لأنّ الآية تخاطب المؤمنين به بقولها : ( يا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوُا ).
نعم ، لا يمكن الالتزام بأنّ كلّ إساءة بالنّسبة إلى النّبي تُحبط الأعمال الصّالحة (١) ، إِلاّ إِذا كانت هتكاً في نظر العامّة ، وتحقيراً له في أَوساط المسلمين ، كما هوالظّاهر من أَسباب نزول الآية.
١٠ ـ الإقبال على الدُنيا والاعراض عن الاخرة
قال سبحانه : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ* اُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إلاّ النَّارُ وحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( سورة هود : الآيتان ١٥ و١٦ ).
ويمكن أَن يقال إنّ الاقبال على الدّنيا بهذا النّحو الّذي جاء في الآية يساوق الكفر ، أَو يساوق ترك الفرائض ، والتوغّل في الموبقات ، فتكون إِرادة الحياة الدّنيا وزينتها إشارة إلى العامل الواقعي.
__________________
١ ـ كالغضب في محضره ـ صلوات الله عليه وآله.