قُلُوبِكُمْ ) ( الحجرات / ١٤ ) وقوله تعالى : ( وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالإيمَانِ ) ( النحل / ١٠٦ ).
٦ ـ آيات الطّبع والختم ، فإنّها تشعر بأنّ محلّ الإيمان هو القلب ، ولأجل ذلك من طبع أو ختم على قلبه لا يؤمن أبداً.
قال تعالى : ( اُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِم ) ( النحل / ١٠٨ ) وقال سبحانه : ( وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللّهِ ) ( الجاثية / ٢٣ ).
فإن قلت : دلّ الكتاب على أنّ الايمان عبارة عن التصديق الظّاهر بالإقرار باللّسان أو نحوه. فعندئذ كيف يكون محلّه هو القلب مع أنّ جزءاً منه الإظهار باللّسان ونحوه.
قلت : قد عرفت أنّ الايمان لغة هو التّصديق قلباً ، غاية الأمر دلّ الدّليل على عدم كفايته إذا أنكره وجحده باللّسان وإن أذعن به في القلب. بل يمكن أن يقال : إنّ الايمان هو التّصديق المورث للسكون والسكينة والتسليم. والجاحد بلسانه لا تحصل له تلك الحالة وإن حصل له العلم ، لكن ليس كلّ علم ملازماً للإيمان بل هو أخصّ منه. ولأجل ذلك قال سبحانه : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ( النساء / ٦٥ ) فالايمان هو المعرفة المورثة للسكون ، الباعثة إلى التسليم ، ولا تحصل تلك الحالة للجاحد الحاقد.
هذا هو مقتضى الكتاب ، ويؤيّده الإجماع حيث جعلوا الإيمان شرطاً لصحّة العبادات ، ولا يكون الشيء شرطاً لصحّة جزئه.
وأمّا السنّة فهناك روايات تدلّ على أنّ الإقرار المقترن بالعرفان ، ايمان. وإليك بعضها :
روى الصدوق بسند صحيح عن جعفر الكناسي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما أدنى ما يكون به العبد مؤمناً؟ قال : يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده و