وما كان مثل ذلك الضمير المتحجر الذي ران عليه الباطل أن يعي الرحمة والرفق بالمسلمين ، وإنما كان يعي القتل وسفك الدماء ، والتنكيل بالناس بغير حق.
ومن ذاتيات عبد الملك البخل فكان يسمى ( رشح الحجارة ) لشدة شحه وبخله (١) وقد عانت الأمة في أيام حكمه الجوع والفقر والحرمان هذه بعض صفات عبد الملك ، وذاتياته ، وهي تنم عن انسان لا عهد له بالمثل والقيم الكريمة.
وخاف عبد الملك أن يتصل ابن الزبير بأهل الشام فيفسدهم عليه فمنعهم من الحج ، فقالوا له : أتمنعنا من الحج وهو فريضة فرضها الله ، فقال قال ابن شهاب الزهري يروى عن رسول الله (ص) انه قال : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس.
وصرفهم بذلك عن الحج إلى بيت الله الحرام ، وصيره إلى بيت المقدس وقد استغل الصخرة التي فيه ، وقد روى فيها أن رسول الله (ص) قد وضع قدمه عليها حين صعوده إلى السماء فأقامها لهم مقام الكعبة فبنى
__________________
(١) تأريخ القضاعي ( ص ٧٢ ).