العلويين وكانوا خائفين أيام أبيه ، وأطلق وقوفهم ، وأمر بردّ فدك إلى ولد الحسن والحسين ابني علي بن أبيطالب عليهالسلام.
وذكر أن المنتصر لمّا ولي الخلافة كان أول ما أحدث أن عزل والي المدينة صالح بن علي ، واستعمل عليها علي بن الحسن (١) بن إسماعيل بن العباس بن محمد ، قال علي : فلما دخلت أودّعه قال لي : يا علي ، إنّي اُوجّهك إلى لحمي ، ودمي ـ ومدّ جلد ساعده ـ وقال : إلى هذا اُوجهك ، فانظر كيف تكون للقوم ، وكيف تعاملهم ـ يعني آل أبي طالب ـ فقال : أرجو أن أمتثل أمر أمير المؤمنين إن شاء اللّه ، فقال : إذن تسعد عندي (٢).
ومات المنتصر رحمهالله في ربيع الآخر سنة ٢٤٨ لعلّة لم تمهله طويلاً ، وقيل : بل فصده الطبيب بمبضع مسموم فمات منه (٣).
وهو أحمد بن المعتصم ، أخو الواثق والمتوكل ، بويع سنة ٢٤٨ هـ ، وقتل سنة ٢٥٢ هـ ، وكان مستضعفا في رأيه وعقله وتدبيره ، وكانت أيامه كثيرة الفتن ، ودولته شديدة الاضطراب حتى خلع ثمّ قتل (٤).
وكانت البيعة له بعد أن خلع المنتصر أخويه المؤيد والمعتز من ولاية العهد ، بتدبير من أحمد بن الخصيب والاتراك ، خوفاً من أن يلي أحدهما فيقتلهم
__________________
(١) في تاريخ الطبري ٩ : ٢٥٤ (علي بن الحسين).
(٢) الكامل في التاريخ ٦ : ١٤٩ حوادث سنة ٢٤٨ ، وراجع أيضا : تاريخ ابن الوردي ١ : ٣١٥ ، سير أعلام النبلاء ١٢ : ٤٢ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٢٧٦.
(٣) الكامل في التاريخ ٦ : ١٤٨.
(٤) الفخري في الآداب السلطانية : ٢٤١.