حلّ ، فخلى سبيله وصار إلى مكة بأمر أبي الحسن عليهالسلام مجاوراً بها ، وبرأ المتوكل من علته » (١).
كان الامام الهادي عليهالسلام يأمر قوامه ووكلاءه بالتخفيف من وطأة الفقر عن أصحاب الفاقة والمعوزين من أصحابه ، وامدادهم بما يرفع عنهم أسباب العوز والحاجة والدين ، وممن شملهم بره وإحسانه : أبوهاشم الجعفري ، وأبو عمرو عثمان بن سعيد ، وأحمد بن إسحاق الأشعري ، وعلي بن جعفر الهمداني ، ورجل من أعراب الكوفة وغيرهم (٢).
كان الامام عليهالسلام يمارس دوره كقائد لمواليه وأصحابه وراعٍ لمصالحهم ومدافع عن قضاياهم في حدود فسحة ضيقة محكومة بالرقابة والضغط ، وعلى هذا الصعيد كان عليهالسلام يحذرهم الأخطار والفتن المحدقة بهم ، ومن الوقوع في أحابيل السلطة ، ويساعدهم في إخفاء نشاطهم بحسب الإمكان.
عن علي بن محمد النوفلي قال : قال لي محمد بن الفرج : « إن أبا الحسن عليهالسلام كتب إليه : يا محمد ، اجمع أمرك وخذ حذرك. قال : فأنا في جمع أمري ليس أدري ما كتب إلي حتى ورد علي رسول حملني من مصر مقيداً وضرب على كل
__________________
(١) رجال الكشي ٢ : ٨٦٦ / ١١٢٩.
(٢) راجع : المناقب / ابن شهر آشوب ٤ : ٤٠٩ ، كشف الغمة ٣ : ١٦٦ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٢٩ / ٧ و ١٣٢ / ١٤.