يحيى بن أكثم في مجلس الواثق والفقهاء بحضرته : من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايى القوم عن الجواب. فقال الواثق : أنا احضركم من ينبئكم بالخبر ، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب فأحضر. فقال : يا أبا الحسن ، من حلق رأس آدم؟ فقال : سألتك بالله يا أمير المؤمنين الا أعفيتني. قال : أقسمت عليك لتقولن. قال : اما إذا أبيت فان أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أُمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة ، فهبط بها ، فمسح بها رأس آدم ، فتناثر الشعر منه ، فحيث بلغ نورها صار حرماً » (١).
روى الطبرسي بإسناده عن جعفر بن رزق الله ، قال : « قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة ، فأراد أن يقيم عليه الحدّ فأسلم ، فقال يحيى ابن أكثم : قد هدم إيمانه شركه وفعله. وقال بعضهم : يضرب ثلاثة حدود ، وقال بعضهم : يفعل به كذا وكذا ، فأمر المتوكل بالكتابة إلى أبي الحسن العسكري عليهالسلام وسؤاله عن ذلك ، فلما قرأ الكتاب كتب عليهالسلام : يضرب حتى يموت. فأنكر يحيى وأنكر فقهاء العسكر ذلك ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، سله عن ذلك ، فإنه شيء لم ينطق به كتاب ولم تجيء به سنة. فكتب إليه : إن الفقهاء قد أنكروا هذا ، وقالوا : لم تجيء به سنة ولم ينطق به كتاب ، فبين لنا لم أوجبت عليه الضرب حتى يموت؟ فكتب عليهالسلام : ( بسم الله الرحمن الرحيم * فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا )
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ : ٥٦ / ٦٤٤٠.