كان الامام الهادي عليهالسلام يسير على نهج آبائه المعصومين عليهمالسلام في التوجّه إلى اللّه تعالى والانقطاع إليه ، فقد كان يحيي الأيام بالصيام والصلاة وتلاوة القرآن رغم شدة الظروف المحيطة به.
قال القطب الراوندي : وأما علي بن محمد الهادي عليهالسلام فقد اجتمعت فيه خصال الامامة ، وتكامل فضله وعلمه وخصاله الخيرة ، وكانت أخلاقه كلها خارقة للعادة كأخلاق آبائه عليهمالسلام ، وكان بالليل مقبلاً على القبلة لا يفتر ساعة ، وعليه جبة صوف وسجادته على حصير (١).
فحينما أمر المتوكل بتفتيش داره في سامراء ، اقتحم سعيد الحاجب دار الامام فوجد عليه جبة صوف وقلنسوة منها ، وسجادته على حصير بين يديه ، وهو مقبل على القبلة (٢) ، وفي مرة أخرى دوهمت دار الامام في الليل غفلة من قبل جند المتوكل الأتراك ، فوجدوه في بيت وحده مغلق عليه ، وعليه مدرعة من شعر ، ولابساط في البيت إلا الرمل والحصى ، وعلى رأسه ملحفة من الصوف متوجها إلى ربه ، يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد (٣).
__________________
(١) الأنوار البهية / عباس القمي : ٢٤٦.
(٢) اصول الكافي ١ : ٤٩٩ / ٤ باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهالسلام من كتاب الحجة ، الارشاد ٢ : ٣٠٣ ، الخرائج والجرائح ١ : ٦٧٦ / ٨.
(٣) مروج الذهب ٤ : ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي ٣٢٢ ، البداية والنهاية ١١ : ١٥ ، وفيات الأعيان / ابن خلكان ٣ : ٢٧٢ ، الأئمّة الاثنا عشر / ابن طولون : ١٠٧.