وكان عليهالسلام حين يسجد سجدة الشكر يفترش ذراعيه ويلصق جؤجؤه وبطنه بالأرض ، وحين سئل عن ذلك قال : « كذا نحبّ » (١).
الزهد والورع من المظاهر البارزة في سيرة الامام الهادي عليهالسلام ، مثله في ذلك مثل آبائه المعصومين عليهمالسلام ، فكان عليهالسلام مثالاً للزهد والاعراض عن زخارف الدنيا وحطامها ، والرغبة فيما أعدّه اللّه له في دار الخلود من النعيم والكرامة.
ولم يحفل بمظاهر الحياة الفانية ونعيمها الزائل ومتعها الزائفة ، بل اتجه إلى الله تعالى ورغب فيما أعده له في دار الخلود من النعيم والكرامة ، وآثر طاعة الله تعالى على كل شيء.
نقل ابن أبي الحديد عن المفاخرة بين بني هاشم وبني أمية للجاحظ ، قال : وأين أنتم عن علي بن محمد الرضا ، لابس الصوف طول عمره مع سعة أمواله وكثرة ضياعه وغلاته (٢).
وداهمت قوات السلطة العباسية في زمان المتوكل داره عليهالسلام في المدينة المنورة ، ففتشوها فلم يجدوا فيها شيئاً من متاع الدنيا وزخرفها.
قال يحيى بن هرثمة ، وهو الموكل بإشخاص الامام عليهالسلام من المدينة إلى سامراء بأمر المتوكل : كان ملازماً للمسجد ، ولم يكن عنده ميل إلى الدنيا ، وقد فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم (٣).
وفي سامراء اقتحم داره ليلاً جماعة من الأتراك من جند المتوكل ، فوجدوه
__________________
(١) الكافي٣ : ٣٢٤ / ١٥ كتاب الصلاة باب٢٥ ، التهذيب٢ : ٨٥ / ٣١٢ / ٨٠ باب٨. وفيه : كذا يجب.
(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٥ : ٢٧٣.
(٣) تذكرة الخواص : ٣٢٢ ، مروج الذهب ٤ : ٤٢٢.