في بيت مغلق عليه ، وعليه مدرعة من صوف ، وهو جالس على الرمل والحصى ، ليس تحته فراش ، وهو متوجه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن (١).
عرف الإمام الهادي عليهالسلام بالسماحة والبذل والعطاء ، وهي خصلة بارزة في سيرته وسيرة آبائه المعصومين عليهمالسلام ، فقد كان عليهالسلام من أندى الناس كفا وأسمحهم يداً ، وكان له دور بارز في تحمل الديون عن ذوي الحاجة ، والانفاق والبذل لسدّ حاجة ذوي الفاقة من أبناء المجتمع الاسلامي ، وقد روى المؤرخون بوادر كثيرة تدل على بره وإحسانه إلى البائسين والمحرومين ، وكان من بين من شملهم بره واحسانه أبو عمرو عثمان بن سعيد ، وعلي بن جعفر الهمداني ، وأحمد بن إسحاق الأشعري وكان عليه دين ، ورجل من أعراب الكوفة قد ركبه دين فادح أثقل حمله ، وأبو هاشم الجعفري الذي أصابته ضيقة شديدة (٢).
ومن مظاهر كرمه وبذله وصلته ذوي القربى ما رواه إسحاق الجلاب ، قال : اشتريت لأبي الحسن الهادي عليهالسلام غنماً كثيرة يوم التروية ، فقسمها عليهالسلام في أقاربه (٣).
قال الشاعر :
يا أيهذا الرائح الغادي |
|
عرج على سيدنا الهادي |
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي ٣٢٢ ، البداية والنهاية ١١ : ١٥ ، وفيات الأعيان / ابن خلكان ٣ : ٢٧٢.
(٢) راجع : المناقب / ابن شهر آشوب ٤ : ٤٠٩ ، كشف الغمة ٣ : ١٦٦ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٢٩ / ٧ و ١٣٢ / ١٤.
(٣) بحار الأنوار ٥٠ : ١٣٢ / ١٤.