المفصل ، غير أني أحب أن تشرح ذلك لي.
فقال : يا فتح ، إنما قلنا اللطيف للخلق اللطيف ، ولعلمه بالشيء اللطيف ، أو لا ترى ـ وفقك الله وثبتك ـ إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف؟ ومن الخلق اللطيف ، ومن الحيوان الصغار ، ومن البعوض والجرجس ، وما هو أصغر منها ، ما لا يكاد تستبينه العيون ، بل لا يكاد يستبان لصغره ؛ الذكر من الانثى ، والحدث المولود من القديم ، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد ، والهرب من الموت ، والجمع لما يصلحه ، وما في لجج البحار ، وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار ، وإفهام بعضها عن بعض منطقها ، وما تفهم به أولادها عنها ، ونقلها الغذاء إليها ، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة ، وبياض مع حمرة ، وإنه ما لا تكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها ، لا تراه عيوننا ، ولا تلمسه أيدينا ، علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف ، لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة ، وأن كل صانع شيء فمن شيء صنع ، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شيء » (١).
وأمر الامام الهادي عليهالسلام شيعته بمقاطعة المجسمة وعدم الصلاة خلفهم ، روى الشيخ الصدوق بالاسناد عن علي بن محمد الهادي ومحمد بن علي الجواد عليهماالسلام ، قالا : « من قال بالجسم فلا تعطوه شيئاً من الزكاة ، ولا تصلوا خلفه » (٢).
يذهب أهل الحديث والأشاعرة إلى إمكان روءية اللّه تعالى في الآخرة
__________________
(١) التوحيد / الصدوق : ١٨٥ / ١.
(٢) من لايحضره الفقيه / الصدوق١ : ٣٧٩ / ١١١١ ، التوحيد / الصدوق : ١٠١ / ١١.