بالأبصار ، ويرون أنّ اللّه تعالى يظهر للناس يوم القيامة كما يظهر البدر ليلة تمامه ، واستظهروا ذلك من طائفة من آيات القرآن الكريم والروايات (١).
وفي مقابل هذا الاتجاه يرى أئمّة أهل البيت عليهمالسلام استحالة روءية اللّه تعالى ، وفسّروا الروايات والآيات التي استظهر منها أهل الحديث والأشاعرة إمكانية الروءية بمعانٍ مناسبة لفهم الآيات والروايات.
وفي هذا الاتجاه روى الشيخ الصدوق وثقة الاسلام الشيخ الكليني بالاسناد عن أحمد بن إسحاق ، قال : « كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليهالسلام أسأله عن الرؤية وما اختلف فيه الناس؟ فكتب : لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئي هواء ينفذه البصر ، فإذا انقطع الهواء عن الرائي والمرئي لم تصح الرؤية ، وكان في ذلك الاشتباه ، لأن الرائي متى ساوى المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه ، وكان في ذلك التشبيه ، لأن الأسباب لا بد من اتصالها بالمسببات » (٢).
عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، قال : « ضمني وأبا الحسن الهادي عليهالسلام الطريق حين منصرفي من مكة إلى خراسان ، وهو صائر إلى العراق ، فسمعته وهو يقول : من اتقى الله يتقى ، ومن أطاع الله يطاع.
قال : فتلطفت في الوصول إليه ، فسلمت عليه ، فرد علي السلام ، وأمرني بالجلوس ، وأول ما ابتدأني به أن قال : يا فتح ، من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق ، ومن أسخط الخالق ، فأيقن أن يحل به الخالق سخط
__________________
(١) راجع الإبانة / الأشعري : ٢١ ، شرح التجريد / القوشجي : ٣٣٤.
(٢) التوحيد : ١٠٩ / ٧ ، أصول الكافي ١ : ٩٧ / ٤ كتاب التوحيد باب ٩.