من علي بن محمد : سلام عليكم وعلى من اتّبع الهدى ورحمة الله وبركاته ، فإنه ورد على كتابكم ، وفهمت ما ذكرتم من اختلافكم في دينكم ، وخوضكم في القدر ، ومقالة من يقول منكم بالجبر ، ومن يقول بالتفويض ، وتفرقكم في ذلك وتقاطعكم ، وما ظهر من العداوة بينكم ، ثم سألتموني عنه وبيانه لكم ، وفهمت ذلك كله ».
ثم أنه عليهالسلام بيّن أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرق المسلمين ، ولا اختلاف بينهم في تنزيله وتصديقه ، وذكر شرط تلقي الأحاديث والأخبار بالقبول ، وهو أنه إذا شهد القرآن بتصديق خبر وتحقيقه ، لزم أفراد الاُمّة الاقرار به ضرورة لأنهم اجتمعوا في الأصل على تصديق الكتاب ، فإن هم جحدوا وأنكروا لزمهم الخروج من الملة.
ثم ذكر حديث الثقلين باعتباره أول خبر ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله يعرف تحقيقه وتصديقه والتماس الشهادة عليه من الكتاب والسنة ، لذلك صار الاقتداء بمثل هذه الأخبار فرضاً واجباً على كل مؤمن ومؤمنة ، وبدلالة صحة حديث الثقلين وتلقيه بالقبول ، يكون التصديق بالأخبار الواردة عن الصادقين عليهمالسلام ونقلها قوم ثقات معروفون فرضاً واجباً أيضاً.
ثم كتب عليهالسلام : « وإنما قدمنا هذا الشرح والبيان دليلاً على ما أردنا ، وقوة لما نحن مبينوه من أمر الجبر والتفويض والمنزلة بين المنزلتين ، وبالله العون والقوة ، وعليه نتوكل في جميع أمورنا.
فإنا نبدأ من ذلك بقول الصادق عليهالسلام : لا جبر ولا تفويض ، ولكن منزلة بين المنزلتين ، وهي صحة الخلقة ، وتخلية السرب ، والمهلة في الوقت ،