ثالثاً ـ كلماته في القرآن وتفسيره :
عن يعقوب بن السكيت النحوي ، قال : « سألت أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا عليهمالسلام : ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ قال : إن الله تعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة » (١).
ذكر الامام الهادي عليهالسلام في أول رسالته الى أهل الأهواز أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق ولا اختلاف بينهم في تنزيله وتصديقه.
فكتب عليهالسلام : « اعلموا ـ رحمكم الله ـ أنا نظرنا في الآثار ، وكثرة ما جاءت به الأخبار ، فوجدناها عند جميع من ينتحل الاسلام ممن يعقل عن الله جل وعز ، لا تخلو عن معنيين : إما حق فيتبع ، وإما باطل فيجتنب.
وقد اجتمعت الاُمّة قاطبة لا اختلاف بينهم أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق ، وفي حال اجتماعهم مقرون بتصديق الكتاب وتحقيقه ، مصيبون ، مهتدون ، وذلك بقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تجتمع أمتي على ضلالة. فأخبر أن جميع ما اجتمعت عليه الاُمّة كلها حق ، هذا إذا لم يخالف بعض بعضاً. والقرآن حق لا اختلاف بينهم في تنزيله وتصديقه ، فإذا شهد القرآن بتصديق خبر وتحقيقه ، وأنكر الخبر طائفة من الاُمّة ، لزمهم الاقرار به ضرورة حين اجتمعت في الأصل على تصديق الكتاب ، فإن
__________________
(١) أعلام الدين / الديلمي : ٢١١ ، مجموعة ورام ٢ : ٧٢.