وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون » (١).
ليس من شك أن حديث أهل البيت عليهمالسلام من أهم مفاتيح معرفة كتاب الله ، ولا يمكن لأي مفسر يريد أن يفهم كتاب الله تعالى أن يستغني عما أثر عنهم عليهمالسلام في هذا الميدان ، وإذا لم يضع نصب عينيه الخطوط الأساسية التي رسموها لفهم القرآن الكريم ، فإن الفشل سيكون نصيبه.
ومن تتبع التفسير الأثري الوارد عن أهل البيت عليهمالسلام يجد أن لهم منهجاً خاصاً ومعروفاً في تفسير القرآن الكريم ، والخطوط الرئيسية لهذا المنهج تتمثل في تفسير القرآن بالقرآن ، وقولهم بسلامة الكتاب الكريم من التحريف ، هذا مضافاً إلى جملة عقائدهم المعروفة في كتب الكلام والعقائد كتنزيه الخالق عن التجسيم والوصف والرؤية وتنزيه الأنبياء عن المعاصي ، وفسّروا الروايات والآيات التي قد يستظهر منها ما يخالف هذه المعاني بمعانٍ مناسبة لجوّ الآيات والروايات ، وأمامنا تراث ضخم وفذ من تفسير أهل البيت عليهمالسلام جمعه السيد هاشم البحراني المتوفى سنة ١١٠٧ في كتابه (البرهان في تفسير القرآن) والشيخ عبد علي بن جمعة العروسي المتوفى سنة ١١١٢ في تفسيره (نور الثقلين) فضلاً عن تفاسير المتقدمين الواصلة الينا مثل تفسير فرات الكوفي والعياشي وعلي بن إبراهيم القمي رحمهم الله. وللامام الهادي عليهالسلام نصيب وافر في هذا الاتجاه جمع بعضه في مسنده.
أكد الإمام الهادي عليهالسلام في الكثير من كلماته على علم الامام وصفاته ،
__________________
(١) التوحيد / الصدوق : ٢٢٤ / ٤.