الحمد ، يتجاوز عن سيئاتهم ، ويرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون » (١).
ذكر الامام الهادي عليهالسلام في رسالته الى أهل الأهواز حديث الثقلين وشواهده باعتباره أول خبر ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله يعرف تحقيقه وتصديقه والتماس الشهادة عليه من الكتاب والسنة ، من هنا صار الاقتداء بأمثاله من الأخبار فرضاً واجباً على كل مؤمن ومؤمنة ، ولزم أفراد الاُمّة الاقرار به ضرورة لأنهم اجتمعوا في الأصل على تصديق الكتاب ، فإن هم جحدوا وأنكروا لزمهم الخروج من الملة.
فكتب : « فأول خبر يعرف تحقيقه من الكتاب وتصديقه والتماس شهادته عليه ، خبر ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه بحيث لا تخالفه أقاويلهم ، حيث قال : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. فلما وجدنا شواهد هذا الحديث في كتاب الله نصاً ، مثل قوله جل وعز : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) (٢).
وروت العامة في ذلك أخباراً لأمير المؤمنين عليهالسلام أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله ذلك له وأنزل الآية فيه. فوجدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله قد أتى بقوله : من كنت مولاه فعلي مولاه. وبقوله : أنت مني بمنزلة هارون من
__________________
(١) الغيبة / الطوسي : ١٣٦ / ١٠٠.
(٢) سورة المائدة٥ : ٥٥ ـ ٥٦.