الذي يريحني منه ويقتله ، وأنا ضامن له على الله الجنة » (١).
وعن جنيد ، قال : « أرسل إلي أبو الحسن العسكري عليهالسلام يأمرني بقتل فارس بن حاتم لعنه الله ، قال : فبعث إلي فدعاني ، فصرت إليه ، فقال : آمرك بقتل فارس بن حاتم. فناولني دراهم من عنده وقال : اشتر بهذه سلاحاً فاعرضه علي. فاشتريت سيفاً فعرضته عليه ، فقال : رد هذا وخذ غيره. قال : فرددته وأخذت مكانه ساطوراً فعرضته عليه ، فقال : هذا نعم. فجئت إلى فارس ، وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء ، فضربت على رأسه فصرعته ، فثنيت عليه فسقط ميتاً ، ووقعت الضجة ، فرميت الساطور من يدي واجتمع الناس ، وأخذت إذ لم يوجد هناك أحد غيري ، فلم يروا معي سلاحاً ولا سكيناً ، وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئاً ، ولم يروا أثر الساطور بعد ذلك » (٢).
كان للإمام الهادي عليهالسلام موقف حازم تجاه بعض الفرق التي وقفت على بعض الأئمّة عليهمالسلام ، ومن هؤلاء الذين وقفوا على الإمام الكاظم عليهالسلام بعد شهادته في سجون الظالمين ، فادعوا أنه حي يرزق ، وأنه هو القائم من آل محمد عليهمالسلام ، وأن غيبته كغيبة موسى بن عمران عن قومه ، ويلزم من ذلك عدم انتقال الامامة إلى ولده الامام الرضا عليهالسلام وفق اعتقادهم.
وقد روج لهذه الفكرة بعض أصحاب الامام الكاظم عليهالسلام كعلي بن أبي حمزة البطائني ، وزياد بن مروان القندي ، وعثمان بن عيسى الرواسي وغيرهم بسبب
__________________
(١) رجال الكشي : ٥٢٤ / ١٠٠٦.
(٢) رجال الكشي : ٥٢٤ / ١٠٠٦.