ذلك إلى القول بإمامة موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام ، لما شاهدوا براهين إمامته.
ولا ريب أن مقولة الفطحية واضحة البطلان والتهافت ، ذلك لأنهم ادعوا أن الامامة تكون في الأكبر ، واذا صح هذا فإنما تكون الامامة في الأكبر ما لم تكن به عاهة ، وكان عبد الله يعاني من عاهة البدن وسوء العقيدة ، فقد كان أفطح الرأس أو الرجلين ، وكان يقول بقول المرجئة الذين يقعون في أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، كما لم يرد عنه شيء من الفتيا في الحلال والحرام ، ولا كان بمنزلة من يستفتى في الأحكام ، وقد سئل عن مسائل صغار فلم يجب عنها.
وقد اهتدى بعض الفطحية الباقين الى زمان الامام الهادي عليهالسلام الى سواء السبيل متأثرين بأرشاداته عليهالسلام وكراماته ، ومنهم عبد الله بن هليل ورجل آخر من أهل الكوفة (١).
وهم الذين يظهرون التقشف والزهد لاغراء عامة الناس وبسطائهم ، وقد نهى الامام الهادي عليهالسلام أصحابه وسائر المسلمين عن التواصل مع الصوفية والاختلاط بهم ، لأن زهدهم لم يكن حقيقياً وإنما لاراحة أبدانهم ، وأن تهجدهم في الليل لم يكن نسكاً وإخلاصاً في طاعة الله تعالى ، وإنما هو وسيلة لصيد أموال الناس وإغوائهم ، وأن أورادهم ليست عبادة خالصة لله بل هي رقص وغناء ، وأن أتباعهم هم الحمقى والسفهاء.
قال الحسين بن أبي الخطاب : « كنت مع أبي الحسن الهادي عليهالسلام في مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، فأتاه جماعة من أصحابه منهم أبو هاشم الجعفري ، وكان بليغاً وله
__________________
(١) راجع : أصول الكافي١ : ٣٥٥ / ١٤ ـ باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الامامة من كتاب الحجة ، دلائل الامامة : ٤١٦ / ٣٨٠ / ١٣.