تعرضت أطراف الدولة الى عدة غزوات راح ضحيتها آلاف الابرياء من المسلمين ونهبت أموالهم وانتهكت أعراضهم ، نتيجة اهمال المتصدين لقيادة الدولة الثغور الاسلامية اهمالاً كبيراً ، فكانت الروم تهاجم وبشكل مستمر ثغور المسلمين من جهة البر والبحر ، ففي سنة ٢١٦ عدا ملك الروم وهو توفيل بن ميخائيل على جماعة من المسلمين فقتلهم في أرض طرسوس وكانوا نحواً من ألف وست مئة إنسان (١).
وفى سنة ٢٢٣ أوقع ملك الروم توفيل بن ميخائيل بأهل ملطية من المسلمين وما والاها ملحمة عظيمة قتل فيها خلقاً كثيراً من المسلمين ، وأسر ما لا يحصون كثرة ، وكان من جملة من أسر ألف امرأة من نساء المسلمين ، ومثل بمن وقع في أسره من المسلمين فقطع آذانهم وأنوفهم وسمل أعينهم (٢).
وفي سنة ٢٣٨ هـ غزت الافرنج مصر في ثلاث مئة مركب من جهة دمياط ، فدخلوها فجأة ، فقتلوا من أهلها خلقا ، وأحرقوا المسجد الجامع والمنبر ، وأسروا من النساء نحوا من ست مئة امرأة ، وأخذوا من الأمتعة والمال والأسلحة شيئا كثيرا جدا ، وفرّ الناس منهم في كل وجه ، وكان من غرق في بحيرة تنيس أكثر ممن أسروه ، ... ولم يعرض لهم أحد حتى رجعوا إلى بلادهم (٣).
__________________
(١) البداية والنهاية ١٠ : ٣٠٧.
(٢) البداية والنهاية ١٠ : ٣١٢.
(٣) الكامل في التاريخ ٦ : ١١٧ ، البداية والنهاية ١٠ : ٣١٧ ، تاريخ الخلفاء / للسيوطي : ٢٦٩ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٨ مع شيءمن الاختلاف عن باقي المصادر.