فندبه الى تعليم أولاده ، فبينما هو مع المتوكل يوماً إذ جاء المعتز والمؤيد ، فقال له المتوكل : يا يعقوب ، أيما أحبّ إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين؟ فذكر الحسن والحسين عليهماالسلام بما هما أهله ، وقال له : إن قنبراً خادم علي أحبّ إلي من ابنيك. أو إن قنبراً خادم علي خير منك ومن ابنيك ، فأمر المتوكل الأتراك فسلوا لسانه وداسوا بطنه حتى مات ، وذلك في يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة ٢٤٣ ، وقيل : سنة ٢٤٤ ، وقيل : سنة ٢٤٦ (١).
أمر المتوكل باشخاص الامام الهادي عليهالسلام الى عاصمة ملكه سامراء ليكون محاصرا ومعزولاً عن قاعدته العريضة في المدينة المنورة ، وعلى مقربة من رقابة الجهاز الحاكم.
معلوم أن المتوكل ينطلق في كل مواقفه مع الإمام الهادي عليهالسلام وشيعته مما تنطوي عليه نفسه من البغض الذي يكنّه لأهل بيت النبوة عليهمالسلام الأمر الذي صرّح به كثير من المؤرخين ، وفضلاً عن ذلك فقد أضاف المؤرخون سببين مرتبطين دفعا المتوكل إلى إشخاص الإمام عليهالسلام إلى سامراء وهما :
أ ـ الوشاية بالإمام إلى المتوكل من قبل بعض الحاقدين من عمال بني العباس ، ومنهم عبداللّه بن محمد بن داود الهاشمي ، المعروف بابن اترجة أو
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٦ : ١٣٣ ، تاريخ الخلفاء : ٢٦٩ ، تاريخ ابن الوردي ١ : ٣١٣ ، وفيات الاعيان ٦ : ٤٠٠ ، معجم الادباء ٢٠ : ٥٠.