قال في الوافي في بيان الحديث : خلّ الخمر : هو عصير العنب المصفّى الذي يجعل فيه مقدار من الخلّ ويوضع في الشمس حتى يصير خلاّ (١). فإنّه لا شكّ أنّ بالوضع في الشمس ـ خصوصا في الحجاز ونحوه ـ يحصل الغليان وصيرورته خلاّ قبل ذهاب الثلاثين قطعا.
ويمكن أن يستدلّ على الحلّية أيضا بصحيحة عمر بن يزيد الواردة في البختج ـ وهو العصير المطبوخ ـ : « إذا كان يخضب الإناء فاشربه » (٢).
ولا يعارضها مفهوم صحيحة ابن وهب : عن البختج ، فقال : « إذا كان حلوا يخضب الإناء وقال صاحبه : قد ذهب ثلثاه وبقي الثلث ، فاشربه » (٣) ، إذ ليس باقيا على ظاهره قطعا ، إذ قول الصاحب إن كان مثبتا لذهاب الثلاثين فلا معنى لاشتراط الحلاوة وخضب الإناء إجماعا ، وإن لم يكن مثبتا مطلقا أو بإطلاقه فلا وجه لاشتراطه ، بل يثبت المطلوب ، فلا بدّ إمّا من جعل الواو بمعنى : أو ، فيثبت المطلوب ، أو حمل الشرط الأخير على الأولويّة ، فكذلك أيضا ، أو حمل الأول عليها ، فلا ينافي المطلوب.
فروع :
أ : يتحقّق ذهاب الثلاثين بنقصهما كيلا ، ولا يحتاج إلى ذهابهما وزنا ،
__________________
المباحة ب ٤٥ ح ١.
(١) الوافي ١٩ : ٣٢٥ ب ٥٩ ذيل ح ٩.
(٢) الكافي ٦ : ٤٢٠ ـ ٥ ، التهذيب ٩ : ١٢٢ ـ ٥٢٥ ، الوسائل ٢٥ : ٢٩٣ أبواب الأشربة المحرّمة ب ٧ ح ٢.
(٣) الكافي ٦ : ٤٢٠ ـ ٦ ، التهذيب ٩ : ١٢١ ـ ٥٢٣ ، الوسائل ٢٥ : ٢٩٣ أبواب الأشربة المحرّمة ب ٧ ح ٣ ، والبختج : العصير المطبوخ. وأصله بالفارسية ميبخته ـ النهاية ( لابن الأثير ) ١ : ١٠١.