ومثال الحالة الاولى أسماء الاجناس ، ومثال الحالة الثانية الاعلام الشخصية ، وأما الحالة الثالثة فقد وقع الخلاف فى جعل الحروف مثالا لها ، وسيأتى الكلام عن ذلك فى بحث مقبل إن شاءالله تعالى.
كما يتوقف الوضع على تصور المعنى كذلك يتوقف على تصور اللفظ ، إما بنفسه فيسمى الوضع ( شخصيا ) ، وإما بعنوان مشيرإليه فيسمى الوضع ( نوعيا ). ومثال الاول : وضع أسماء الاجناس ، ومثال الثانى : وضع الهيئة المحفوظة فى ضمن كل أسماء الفاعلين لمعنى هيئة اسم الفاعل ، فان الهيئة لما كانت لا تنفصل فى مقام التصور عن المادة وكان من الصعب إحضار تمام المواد عند وضع اسم الفاعل اعتاد الواضع أن يحضر الهيئة فى ضمن مادة معينة كفاعل ، ويضع كل ما كان على هذه الوتيرة للمعنى الفلانى فيكون الوضع ( نوعيا ).
يكتسب اللفظ بسبب وضعه للمعنى الحقيقى صلاحية الدلالة على المعنى الحقيقى من أجل الاقتران الخاص بينهما ، كما يكتسب صلاحية الدلالة على كل معنى مقترن بالمعنى الحقيقى اقترانا خاصا كالمعانى المجازية المشابهة ، غير أنها صلاحية بدرجة أضعف ، لانها تقوم على أساس مجموع اقترانين ، ومع اقتران اللفظ بالقرينة على المعنى المجازى تصبح هذه الصلاحية فعلية ويكون اللفظ دالا فعلا على المعنى المجازى.
وأما فى حالة عدم وجود القرينة فالذى ينسبق إلى الذهن من اللفظ