التصديقى الذى هو موضوع الحجية مختلفا عن الظهور التصورى ، كماإذا قال ، جئنى بأسد وأعنى به الرجل الشجاع ، وتسمى الجملة التى سببت هذا الاختلاف بالقرينة المتصلة. وهذه القرينة تارة يكون تواجدها فى الكلام مؤكدا ، كما فى هذا المثال ، واخرى يكون محتملا ، كما لو كنا نستمع إلى المتكلم ثم ذهلنا عن الاستماع واحتملنا أنه قال شيئا من ذلك القبيل.
وفى كل من الحالتين لا يمكن الاخذ بالظهور التصديقى للكلام فى إرادة الحيوان المفترس ، إذ فى الحالة الاولى لا ظهور كذلك جزما ، لاننا نعلم بأن الظهور التصديقى اختلف عن الظهور التصورى ، وفى الحالة الثانية نشك فى وجود ظهور تصديقى على طبق الظهور التصورى ، لان احتمال القرينة يوجب احتمال التخالف بين الظهورين ، ومع الشك فى وجوده لا يمكن البناء على حجيته ، وهذا يعنى أن احتمال القرينة المتصلة كالقطع بها ، يوجب عدم جواز الاخذ بالظهور الذى كان من المترقب أن يثبت للكلام فى حالة تجرده عن القرينة.
ذهب جماعة من العلماءإلى استثناء ظواهر الكتاب الكريم من الحجية ، وقالوا : بأنه لا يجوز العمل فيما يتعلق القرآن العزيزإلا بما كان نصا فى المعنى أو مفسرا تفسيرا محددا من قبل النبى (ص) أو المعصومين من آله عليهم الصلاة والسلام.
وقد يستدل على ذلك بما يلى :
الدليل الاول قوله تعالى : « هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات