المائعين ، ثم علم تفصيلا بأن أحدهما المعين نجس ، ففى مثل ذلك لا يبقى العلم واقفا على الجامع ، بل يسرى إلى الفرد ، وهو معنى ما يقال من انحلال العلم الاجمالى بالعلم التفصيلى والشك البدوى.
وكما ينحل العلم الاجمالى بالعلم التفصيلى نتيجة لاختلال الركن الثانى ، كذلك قد ينحل بعلم إجمالى أصغر منه لاختلال هذا الركن أيضا.
وتوضيح ذلك : أنا قد نعلم إجمالا بنجاسة مائعين فى ضمن عشرة ، فهذا العلم الاجمالى له عشرة أطراف والمعلوم نجاسته فيه إثنان منها ، وقد نعلم بعد ذلك إجمالا بنجاسة مائعين فى ضمن هذه الخمسة بالذات من تلك العشرة ، فينحل العلم الاجمالى الاول بالعلم الاجمالى الثانى ، ويكون الشك فى الخمسة الاخرى شكا بدويا ، لان العلم بجامع إثنين فى عشرة سرى إلى خصوصية جديدة ، وهى كون الاثنين فى ضمن الخمسة ، فلم يعد التردد فى نطاق العشرة ، بل فى نطاق الخمسة.
ويسمى العلم الاجمالى المنحل بالعلم الاجمالى الكبير والعلم الاجمالى المسبب لا نحلاله بالعلم الاجمالى الصغير ، لان أطرافه أقل عددا. ويعبر عن ذلك بقاعدة انحلال العلم الاجمالى الكبير بالعلم الاجمالى الصغير.
ويتوقف انحلال علم إجمالى بعلم إجمالى ثان :
أولا : على أن تكون أطراف الثانى بعض أطراف العلم الاول المنحل ، كما رأينا فى المثال.
وثانيا : على أن لا يزيد عدد المعلوم بالاجمال فى العلم الاول المنحل على المعلوم إجمالا بالعلم الثانى ، فلو زاد لم ينحل ، كما لو افترضنا فى المثال