ومنها : مرسلة الحسن بن الجهم عن الرضا عليه السلام فى حديث قال : ( قلت : يجيئنا الرجلان وكلاهما ثقة بحديثين مختلفين فلا نعلم أيهما الحق ، فقال : إذا لم تعلم فموسع عليك بأيهما أخذت ) (١).
وهذه اوضح الروايات فى الدلالة على التخيير فى الحجية بالنحو المدعى الا انها ساقطة سندا بالارسال.
وقد تقدمت بعض الروايات المستدل بها على التخيير فى الحلقة السابقة مع مناقشة دلالتها.
المجموعة الثانية ما استدل به من الروايات على ترجيح احدى الروايتين على الاخرى لمرجح يعود الى صفات الراوى ، كالاوثقية ، أصفات الرواية ، كلاشهرة ، أو صفات المضمون ، كالمطابقة للكتاب الكريم أو المخالفة للعامة وهى روايات عديدة :
فمنها : رواية عبدالرحمن بن أبى عبدالله التى دلت عليه الترجيح أولا بموافقة الكتاب وثانيا بمخالفة العامة ، وقد تقدمت الرواية مع الحديث عنها فى الحلقة السابقة (٢) واتضح من خلال ذلك انها تامة فى دلالتها على المرجحين المذكورين.
ومنها : مقبولة عمر بن حنظلة قال : سألت أباعبدالله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة فى دين أو ميراث فتحاكما الى
ــــــــــــــــ
(١) وسائل الشيعة : باب ٩ من ابواب صفات القاضى ح ٤٠ح ١٨ ص ٨٦٧.
(٢) راجع : ج ١ ص ٤٦٢.