لا تتضمن المقومات الذاتية لتلك النسب ، فلا تكون جامعا ذاتيا حقيقيا. وهذا برهان على التغاير الماهوى الذاتى بين الافراد النسب الظرفية وان كان بينها جامع عرضى إسمى ، وهو نفس مفهوم النسبة الظرفية.
المرحلة الثالثة : وعلى ضوء ما تقدم ، أثبت المحققون ان الحروف موضوعة بالوضع العام والموضوع له الخاص ، لأن المفروض عدم تعقل دامع ذاتى بين النسب ليوضع الحرف له ، فلابد مع وضع الحرف لكل نسبة بالخصوص ، وهذاإنما يتأتى باستحضار جامع عنوانى عرضى مشير ، فيكون الوضع عاما والموضوع له خاصا. وليس المراد بالخاص هنا بالجزئى بمعنى ما لا يقبل الصدق على كثيرين ، لأن النسبة كثيرا ما تقبل الصدق على كثيرين بتبع كلية طرفيها ، بل كون الحرف موضوعا لكل نسبة بما لها من خصوصية الطرفين ، فجزئية المعنى الحرفى جزئية بلحاظ الطرفين لا بلحاظ الانطباق على الخارج.
كما ان الحروف موضوعة للنسبة على انحائها ، كذلك هيئات الجمل ، غير ان هيئة الجملة الناقصة موضوعة لنسبة ناقصة ، وهيئة الجملة التامة موضوعة لنسبة تامة يصح السكوت عليها.
وخالف فى ذلك السيد الاستاذ (١) ، إذ ذهب الى أن هيئة الجملة الناقصة موضوعة لما هو مدلول الدلالة التصديقية الاولى ، أى لقصد
ـــــــــــــــ
(١) راجع : المحاضرات : ج ١ ص ٧٦ وص ٨٦.