قصيرة ـ نرى أنها بدورها قد تأثرت بذلك ، ونسفت او كادت من واقع هذه الأمة ، وعدمت أو كادت من دائرة حياتها .. وليكون البديل ـ من ثم ـ عنها لدى هذا الكائن هو « الذاتية » الكافرة بكل العواطف الاجتماعية ، والعوض عنها في نفسه هو المادة الجافة ، التي لا ترحم ولا ترثي ، ولا تلين ، لا يجد لذة العاطفة ، ولا حلاوة الرحمة ، وليعود الانسان ـ بعد لأي ـ متشائما حاقدا ، لا يثق بمستقبله ، ولا يأمن من يحيط به ، ولا يطمئن إلى أقرب الناس إليه ..
وبطبيعة الحال ، سوف يتأثر النشء الجديد بذلك ، ثم ينتقل ذلك إلى الجيل الذي يليه .. وهكذا ..
وهكذا .. فإن الحدث التاريخي الذي كان قبل ألف سنة مثلا ، أو أكثر قد نجد له آثارا بارزة ، حتى في واقع حياتنا التي نعيشها اليوم.
وإذن .. فنستطيع أن نستخلص من هذا : أن الأحداث التاريخية مهما بعدت ، ومن أي نوع كانت تؤثر في وضع الأمة ، وفي تصرفاتها ، وفي حياتها ، وسلوكها على المدى الطويل .. وتتحكم ـ إلى حد ما ـ في مستقبلها. وان العامل التاريخي له أثر كبير في فرض المستوى الذي يعيشه المجتمع بالفعل ، سواء في ذلك الأدبي منه ، أو العلمي ، أو الديني ، أو السياسي ، أو الاقتصادي ، أو غير ذلك ..
وغني عن القول هنا .. أن التأثر بالأحداث يختلف من أمة لأخرى ، ومن عصر لآخر ..
ومن هنا تبرز أهمية التاريخ ، ونعرف أنه يلعب دورا كبيرا في حياة