ظروف البيعة وأسبابها
قد قدمنا في الفصل السابق لمحة عن ظروف المأمون في الحكم ، وأشرنا إلى أن الوضع كان يزداد سوءا يوما عن يوم .. وإلى أنه كان لا بد للمأمون من التحرك ، والعمل بسرعة ، شرط أن لا يزيد الفتق اتساعا ، والطين بلة .. وأن يستعمل كل ما لديه من حنكة ودهاء ، في سبيل انقاذ نفسه ، ونظام حكمه ، وخلافة العباسيين بشكل عام ..
وكان المأمون يدرك : أن إنقاذ الموقف يتوقف على :
١ ـ إخماد ثورات العلويين ، الذين كانوا يتمتعون بالاحترام والتقدير ، ولهم نفوذ واسع في جميع الفئات والطبقات ..
٢ ـ أن يحصل من العلويين على اعتراف بشرعية خلافة العباسيين ، وليكون بذلك قد افقدهم سلاحا قويا ، لن يقر له قرار ، إلا إذا افقدهم إياه ..
٣ ـ استئصال هذا العطف ، وذلك التقدير والاحترام ، الذي كانوا يتمتعون به ، وكان يزداد يوما عن يوم ـ استئصاله ـ من نفوس الناس نهائيا ، والعمل على تشويهم أمام الرأي العام ، بالطرق ، والأساليب