وإذا كان لا يستطيع أن يستعين ببني أبيه العباسيين ، فبالأحرى أن لا يستطيع أن يستعين على حلّ مشاكله بالعلويين ، والمتشيعين لهم ، بعد أن كانوا هم أساس البلاء والعناء له ، والذين يخلقون له أعظم المشاكل ، ويضعون في طريق حكمه أشق العقبات ..
وأما العرب : فهو أعرف الناس بحقيقة موقفهم منه ..
والخراسانيون : لا يستطيع أن يعتمد على ثقتهم به طويلا ، بعد أن كشف لهم عن حقيقته وواقعه الاناني البشع ، بقتله أخاه ، وإبعاده طاهرا بن الحسين ، مشيد أركان حكمه ، عن مسرح السياسة : « ولقد ذكره الرضا بذلك ، عند ما استعرض معه حقيقة الوضع القائم آنذاك .. ». ثم هناك ما تعرضوا له من ظلم وحيف
وبعد ذلك .. فانه من الواضح أنه :
لم يكن لينقذ الموقف القسوة والعنف ، وهو الذي يعاني المأمون من نتائجه السيئة ما يعاني ..
ولا المنطق والحجاج ، لأن العلويين ـ بناء على ما شاع عند الامة ، بتشجيع من خلفائها ، من أن السبب في استحقاق الخلافة ، هو القربى النسبية منه (ص) ـ إن العلويين بناء على هذا : أقوى حجة من العباسيين ، لأنهم يمتلكون اعترافا صريحا منهم بأن المستحق للخلافة هو
__________________
٣٧٧ ، والأغاني ج ١٨ ص ٦٨ ، وص ١٠١ طبع دار الفكر ، والورقة لابن الجراح ص ٢٢ ، ونزهة الجليس ج ١ ص ٤٠٤ ، وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٦٦. والحنينيات : منسوبة إلى حنين النجفي العبادي ، المغني المشهور. والمعبديات : منسوبة إلى معبد المغني المشهور. والبربط : ملهاة ، تشبه العود. وهو فارسي معرب. وأصله : بربت ؛ لأن الضارب يضعه على صدره .. انتهى عن نزهة الجليس ..