الأقرب نسبا إلى النبي (ص) ..
هذا .. وإذا ما أراد العباسيون ، أو غيرهم الاحتجاج بالأهلية والجدارة لقيادة الامة ، فان العلويين لا يدانيهم أحد في ذلك ، وذلك لما كانوا يتمتعون به من الجدارة والاهلية الذاتية لقيادة الامة قيادة صالحة وسليمة ..
وأما النص فمن هو ذلك الذي يجرأ على الاستدلال به ، وهو يرى أنه كله في صالح آل علي ، وأئمة أهل البيت منهم بالخصوص.
وهكذا .. نرى ويرى المأمون : أنه لم يكن لينقذ الموقف أي من تلك الأساليب ، ولا غيرها من الطرق والاساليب الملتوية ، واللاإنسانية ، التي اتبعها أسلافة من قبل ..
وإذن .. فلا بد وأن يعود السؤال الأول ليطرح نفسه بكل جدية.
والسؤال هو : ما ذا يمكن للمأمون إذن أن يفعل؟! وكيف يقوي من دعائم حكمه ، الذي هو بالنسبة إليه كل شيء ، وليس قبله ، ولا بعده شيء .. حتى لا يطمع فيه طامع ، ولا تزعزعه العواصف ، ولا تنال منه الأنواء ، مهما كانت هو جاء وعاتية؟! ..
وكان أن اتبع المأمون من أجل انقاذ موقفه ، الذي عرفت أنه يتوقف على نقاط ثمانية .. ومن أجل الاحتفاظ بالخلافة لنفسه ، وأن تبقى في بني أبيه ـ كان أن اتبع ـ أسلوبا جديدا ، وغريبا ، لم يكن مألوفا ، ولا معروفا من قبل .. وأحسب أنه لم يتوصل إليه إلا بعد تفكير طويل ، وتقييم عام وشامل للوضع الذي كان يعيشه ، والمشاكل التي كان يواجهها ..
لقد كانت خطته غريبة وفريدة من نوعها ، وكانت في غاية الاتقان ، والاحكام في نظره ..