قيام الدولة العباسية
بعد أن أمعن الأمويون في الانحراف عن الخط الاسلامي القويم ، وأصبح واضحا لدى كل أحد ، أن هدفهم ليس إلا الحكم والسيطرة ، والتحكم بمقدرات الأمة وامكاناتها .. وأن كل همهم كان مصروفا إلى الملذات والشهوات ، أينما كانت ، وحيثما وجدت .. وليس لمصلحة الأمة ، وسعادتها ، ورفاهها عندهم أي اعتبار ..
وبعد أن لجوا في عدائهم لأهل البيت عليهمالسلام ، وبلغوا الغاية فيهم ، قتلا ، وعسفا ، وتشريدا .. وخصوصا ما كان منهم في وقعة كربلاء التي لم يعرف التاريخ أبشع ، ولا أفظع منها .. وجعلهم لعن علي عليهالسلام سنة لهم ، يشب عليها الصغير ، ويهرم عليها الكبير .. ثم ملاحقتهم لولده ، ولكل من يتشيع لهم ، تحت كل حجر ومدر ، وفي كل سهل وجبل ؛ ليعفوا منهم الآثار ، ويخلوا منهم الديار ..
بعد كل هذا .. وبفضل جهاد أهل البيت المتواصل ، في سبيل توعية الامة ، وتعريفها بأحقيتهم ، وبحقيقة ، وواقع تلك الطغمة الفاسدة .. كان من الطبيعي أن ينمو تعاطف الناس مع أهل البيت