ويزيد ، كلما ازداد نفورهم من الأمويين ، ونقمتهم عليهم ؛ وذلك تبعا لتزايد وعيهم ، وتكشف الحقائق لهم ، ولأنهم أدركوا من واقع الأحداث التي مرت بهم : أن أهل البيت عليهمالسلام هم : الركن الوثيق ، الذي لا نجاة لهم إلا بالالتجاء إليه ، وذلك الأمل الحي ، الذي تحيا به الأمة ، وتحلو معه الحياة ..
ولهذا نجد : أن الثورات والفتن ضد الحكم الاموي كانت تظهر من كل جانب ومكان ، طيلة فترة حكمهم. حتى أنهكت قواهم ، واضعفتهم إلى حد كبير ، وفنوا وأفنوا ، حتى لم يعد باستطاعتهم ضبط البلاد ، ولا السيطرة على العباد ..
وكانت تلك الثورات تتخذ الطابع الديني على العموم ، مثل : ثورة أهل المدينة المعروفة بـ « وقعة الحرة » ، وثورة قراء الكوفة والعراق ، المعروفة بـ « دير الجماجم » سنة ٨٣ ه .. وقبلها ثورة المختار والتوابين سنة ٦٧ ه. وأيضا ثورة يزيد بن الوليد مع المعتزلة على الوليد بن يزيد ؛ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، سنة ١٢٦ ه. وكذلك ثورة عبد الله بن الزبير ، الذي تغلب على البلاد ما عدا دمشق ، وما والاها مدة من الزمن .. ثم الثورة التي قامت ضد هشام في افريقيا. وثورة الخوارج بقيادة المتسمي بـ « طالب الحق » سنة ١٢٨ ه .. وأيضا ثورة الحارث بن سريح في خراسان ، داعيا إلى كتاب الله ، وسنة رسوله سنة ١١٦ ه. إلى غير ذلك مما لا مجال لنا هنا لتتبعه واستقصائه ..