ومتوقعا ، كما أن اندفاع هؤلاء في نصرة الدعوة العباسية كان متوقعا ، ومنتظرا أيضا ..
أنهم ـ أعني العباسيين ـ قد حاولوا في بادئ الأمر أن يربطوا دعوتهم وثورتهم بأهل البيت عليهمالسلام ..
وطبيعة البحث تفرض علينا أن نتوسع في بيان هذه النقطة بالذات وذلك لمالها من الأهمية البالغة ، بالنظر لما تركته من آثار بارزة على مدى التاريخ ، ولأنها كانت الناحية التي اعتمد العباسيون عليها اعتمادا كليا ، وتعتبر السبب الرئيس في وصول العباسيين إلى السلطة ، وحصولهم على مقاليد الحكم .. ولهذا .. فنحن نقول :
قد نقل ابن أبي الحديد (١) ، عن أبي جعفر الاسكافي : أنه قد صحت الرواية عندهم عن أسلافهم ، وعن غيرهم من أرباب الحديث ، أنه : لما مات علي أمير المؤمنين عليهالسلام ، طلب محمد بن الحنفية من أخويه : الحسن ، والحسين ميراثه من العلم ، فدفعا إليه صحيفة ، لو اطلعاه على غيرها لهلك. وكان في هذه الصحيفة ذكر لدولة بني العباس. فصرح ابن الحنفية لعبد الله بن العباس بالأمر ، وفصله له ..
والظاهر أن تلك الصحيفة انتقلت منه لولده أبي هاشم ، وعن طريقه وصلت إلى بني العباس. ويقال : إنها قد ضاعت منهم أثناء
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ج ٧ ص ١٤٩ ، ١٥٠.