حربهم مع مروان بن محمد الجعدي (١) ، آخر خلفاء الأمويين ..
وقد ذكرت هذه الصحيفة في كلام بني العباس ، وخلفائهم كثيرا ، وسيأتي لها ذكر في رسالة المأمون للعباسيين ، التي سوف نوردها في أواخر هذا الكتاب إن شاء الله ..
وبعد هذا .. فان الشيء المهم هنا هو تحديد الزمن الذي بدأ به العباسيون دعوتهم ، وكيف؟.
ونستطيع أن نبادر هنا إلى القول :
إن الذين بدءوا بالدعوة أولا هم العلويون ، وبالتحديد من قبل أبي هاشم ، عبد الله بن محمد بن الحنفية. وهو الذي نظم الدعاة ، ورتبهم ، وقد انضوى تحت لوائه : محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، ومعاوية ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب ، وغيرهم .. وهؤلاء الثلاثة هم الذين حضروه حين وفاته ، وأطلعهم على أمر دعاته ..
وقد قرأ محمد بن علي ، ومعاوية بن عبد الله تلك الصحيفة ، المشار إليها آنفا ، ووجد كل منهما ذكرا للجهة التي هو فيها ..
ولهذا نلاحظ : أن كلا من محمد بن علي ، ومعاوية بن عبد الله ، قد ادعى الوصاية من أبي هاشم ؛ مما يدل دلالة واضحة على أنه لم يخصص أيا منهما بالوصية ، وإنما عرفهما دعاته فقط ..
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ج ٧ ص ١٤٩.