وأمرهم ـ أعني الدعاة بالتحاشي عن الفاطميين ، لكنه ظل هو شخصيا ، ومن معه من العباسيين ، الذين استنوا بسنته ، وساروا من بعده بسيرته ـ ظلوا ـ يتظاهرون للعلويين بأنهم معهم ، وأن دعوتهم لهم. ولم يكن إلا القليلون يعرفون بأنه : كان يدبر الأمر للعباسيين.
وقد أعطى دعاته شعارات مبهمة ، لا تعين أحدا ، وصالحة للانطباق على كل فريق ، كشعار : « الرضا من آل محمد » و « أهل البيت » ، ونحو ذلك ..
والظاهر .. أن عبد الله بن معاوية كان من جملة أولئك المخدوعين بهذه الشعارات ؛ إذ قد ذكر المؤرخون ، ومنهم أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ص ١٦٨ ، وغيره : أنه بعد ان استظهر ابن ضبارة على عبد الله ابن معاوية توجه عبد الله إلى خراسان ، وكان أبو مسلم قد ظهر بها ؛ فخرج إلى أبي مسلم طمعا في نصرته!! فأخذه أبو مسلم ؛ فحبسه ، ثم قتله ..
__________________
وفي سنة ١٢٠ ه. وجهت شيعة بني العباس سليمان بن كثير إلى محمد بن علي في أمر خداش.
وفي سنة ١٢٤ ه. قدم جماعة من شيعة بني العباس الكوفة يريدون مكة. وفيها أيضا اشترى بكير بن ماهان أبا مسلم ..
راجع في ذلك كله :
تاريخ الطبري مطبعة الاستقامة ج ٥ ص : ٣١٦ ، ٣٥٨ ، ٣٦٨ ، ٣٨٧ ، ٣٨٩ ، ٤٢٥ ، ٤٣٩ ، ٤٤٠ ، ٤٦٧ ، ٥١٢ ، وغير ذلك من كتب التاريخ.