الجامع ، وقد أصابه العرق والغبار ، رفع يديه وقال : « اللهم إن كان فرجي مما أنا فيه بالموت ؛ فعجل لي الساعة (١) .. ».
إلى آخر ما هنالك ، مما لا يمكن استقصاؤه في مثل هذه العجالة ..
وواضح أن كل ذلك سوف يؤدي إلى عكس النتيجة ، التي كان يتوخاها المأمون من البيعة ؛ وخصوصا إذا ما أردنا الملائمة بين مواقفه هذه ، وموقفه في نيشابور ، وموقفه في صلاتي العيد في مرو.
إنه (ع) كان لا يدع فرصة تمر إلا ويؤكد فيها على أن المأمون لم يجعل له إلا ما هو حق له ، وأنه لم يزد بذلك على أن أرجع الحق إلى أهله ، بعد أن كانوا قد اغتصبوه منهم ، بل واثبات أن خلافة المأمون ليست صحيحة ولا شرعية ..
فنلاحظ : أنه (ع) حتى في كيفية البيعة يشير ـ على ما صرح به كثير من المؤرخين ـ إلى أن المأمون ، الذي يحتل عنوة مجلس رسول الله (ص) ، يجهل حتى كيفية ذلك العقد الذي خوّله ـ بنظره ـ أن يكون في ذلك المجلس الخطير ؛ حيث إنه (ع) : « .. رفع يده ؛ فتلقى بظهرها وجه نفسه ، وبطنها وجوههم ؛ فقال له المأمون : ابسط
__________________
(١) البحار ج ٤٩ ص ١٤٠ ، وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٥.