إليه (ع) : أنه رجل دنيا فقط ، وأنه ليس زاهدا في الدنيا ، وإنما هي التي زهدت فيه.
وعلى كل حال : ورغم كل محاولات المأمون تلك .. فقد استطاع الإمام (ع) ؛ بفضل وعيه ، ويقظته ، واحكام خطته : أن يبقى القمة الشامخة للزهد ، والورع ، والنزاهة ، والطهر ، وكل الفضائل الانسانية .. وإلى الابد.
موقفه (ع) في صلاتي العيد .. ففي إحداهما :
« بعث المأمون له يسأله : أن يصلي بالناس صلاة العيد ، ويخطب ، لتطمئن قلوب الناس ، ويعرفوا فضله ، وتقر قلوبهم على هذه الدولة المباركة ؛ فبعث إليه الرضا (ع) ، وقال : قد علمت ما كان بيني وبينك من الشرط في دخولي في هذا الأمر ؛ فاعفني من الصلاة بالناس. فقال المأمون : إنما أريد بهذا أن يرسخ في قلوب العامة ، والجند ، والشاكرية هذا الأمر ؛ فتطمئن قلوبهم ، ويقروا بما فضّلك الله تعالى به ..
ولم يزل يراده الكلام في ذلك. فلما ألح عليه قال : يا أمير المؤمنين ، إن أعفيتني من ذلك ، فهو أحب إليّ ، وإن لم تعفني خرجت كما كان يخرج رسول الله (ص) ، وكما خرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
قال المأمون : أخرج كيف شئت ..
وأمر المأمون القواد ، والحجاب ، والناس : أن يبكروا إلى باب أبي الحسن (ع) ؛ فقعد الناس لأبي الحسن في الطرقات ، والسطوح : من الرجال ، والنساء ، والصبيان ، وصار جميع القواد ، والجند إلى بابه (ع) ؛ فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس ..