ونزيد هنا بعض الامور الاخرى ، التي وإن كان قد سبق الحديث عن بعضها ؛ ولكنه كان حديثا من زاوية اخرى ، ومن أجل استفادة أمور غير الامور التي نحاول استفادتها منها هنا .. وذلك أمر طبيعي ، ولا يكون تكرارا ما دام أن الواقعة الواحدة قد يكون لها دلالات متعددة ، وافادات مختلفة .. ولذا فإننا نقول :
إن من جملة الامور التي كانت من جملة خطط المأمون للتأثير على مكانة الإمام (ع) وحتى على معنوياته النفسية .. الطريق الذي أمر رجاء ابن أبي الضحاك (١) قرابة الفضل بن سهل ، والذي كان من قواد المأمون ، وولاته ـ أمره ـ بسلوكه ، عند ما أرسله ليأتي بالإمام (ع) من المدينة إلى مرو مهما كلفه الأمر ..
فقد أمره : أن يجعل طريقه بالإمام « على البصرة ، والاهواز ، ففارس. وحذره كثيرا من المرور على طريق الكوفة ، والجبل ، وقم .. » (٢).
__________________
(١) وذكر أبو الفرج ، والمفيد : أن المرسل هو الجلودي ، ولكن الصحيح هو الذي ذكرناه .. إذ من الخطأ أن يرسله المأمون لاحضار الرضا عليهالسلام ؛ لأن ذلك يضر بقضيته ، ويفسد عليه ما كان دبره ؛ لأنه موجب لسوء ظن الرضا عليهالسلام ، والعلويين ، وسائر الناس ، وتنبههم مبكرا لحقيقة الأمر ، وواقع القضية ..
وذلك لأن الجلودي هو الذي أمره الرشيد : أن يغير على دور آل أبي طالب ، ويسلب نساءهم إلخ ما تقدم .. كما أنه كان عدوا متجاهرا للامام ، وقد سجنه المأمون بسبب معارضته للبيعة للرضا عليهالسلام بولاية العهد!! ولعل سر خطأهم هو أن الجلودي كان واليا على المدينة من قبل المأمون ، حين استقدام المأمون للامام إلى مرو ، حسبما جاء في كتاب : الامام الرضا ولي عهد المأمون ص ٣٥.
(٢) تهذيب التهذيب ج ٧ ص ٣٨٧ ، وتاريخ اليعقوبي ج ٣ ص ١٧٦ ، وينابيع المودة ص ٣٨٤ ، والخرائج والجرائح طبعة حجرية ص ٢٣٦ ، واثبات الوصية ص ٢٠٥