أن يثير شكوك الناس ، وظنونهم في المأمون نفسه ؛ فلم ير بدا من أن يضرب عن هذا الاسلوب صفحا ، ويتجه إلى غيره بتخيل أنه أجدى وأكثر نفعا وأقل ضررا!! ..
وبقي في كنانته سهم أخير ، كان يحسب أنه سوف يصيب الهدف ، ويحقق الغاية : التي هي تشويه سمعة الامام (ع) ، والحط من كرامته .. ألا وهو :
فبدأ يجمع العلماء ، وأهل الكلام من المعتزلة ، وهم أصحاب جدل ، وكلام ، واستدلال ، وتنبه للدقائق من الامور ، ليحدق هؤلاء بالرضا (ع) وتجري فيما بينهم وبينه محاورات ، ومجادلات ، من أجل أن ينقصوا منه مجلسا بعد مجلس ، وأن يكسروه في أعظم ما يدعيه هو وآباؤه (ع) : من العلم والمعرفة بآثار رسول الله (ص) ، وعلومه .. والذي هو الشرط الأعظم لإمامة الإمام ، على ما يدعيه الشيعة المفتونون بالرضا (ع) ، وبسائر آبائه وأبنائه الأئمة الطاهرين ..
وحتى لا يبقى من ثم مجال لأبي نؤاس لأن يقول فيه عند ما رآه خارجا من عند المأمون :
مطهرون نقيّات
ثيابهم |
|
تجري الصلاة
عليهم أينما ذكروا |
من لم يكن علويا
حين تنسبه |
|
فما له في قديم
الدهر مفتخر |
__________________
عليه : أنه لا يحاط به علما ، ولا تدركه الابصار ، وليس كمثله شيء .. راجع : تفسير البرهان طبعة حجرية ص ١٠٥٧ ، ١٠٥٨. نقلا عن الكافي .. ومثل ذلك كثير لا مجال لاستقصائه ..