وبعد .. فان سماحة الأخ الجليل ، والفاضل النبيل ، الشيخ عفيف النابلسي حفظه الله ، قد تفضل مشكورا برسالة .. أبدى فيها رضاه واعجابه بالكتاب ، ثم أشار فيها إلى المآخذ التالية :
١ ـ لقد ورد في ص ١٣٣ : أن زبيدة ، زوجة الرشيد ، كانت تتشيّع .. مع أن سلوكها ، وظروفها ، وأجواءها ، وأيضا تاريخ أهلها وذويها ـ كل ذلك يبعدها كل البعد عن نسبة التشيع لها ؛ لا بمعناه الخاص ، ولا العام ، الذي يعني الوقوف مع الامام الكاظم عليهالسلام ضد خصومه ، والتعاطف معه ، والاستنكار للظلم ..
وإرادة الرشيد طلاقها لعله لمضايقتها له ، في محاولاتها منعه من التمتع بحسناوات القصر .. وأما إحراق قبرها فهو لعدم تمييز العامة بين قبرها ، وبين قبور آل بويه ..
٢ ـ جاء في ص ١٣٣ أيضا : أن نكبة البرامكة يقال : ان سببها هو تشيعهم للعلويين ، وهذا لا يتلاءم مع موقف يحيى حينما شكا إلى الرشيد أمر الكاظم عليهالسلام ، وشحن صدره غيظا على العلويين ، وبالأخص على الامام الرضا عليهالسلام منهم .. مع أن هذا ينافي ما ذكر في ص ٢٦٣ من أن البرامكة كانوا أعداء لأهل البيت عليهمالسلام ..
٣ ـ ما جاء في هامش ص ٣٥٥ من عدم الجزم بأن الابيات ، التي أولها :
ذكروا بطلعتك النبي محمدا إلخ ..
هي للبحترى ، وقد كان اللازم الجزم بذلك ؛ لانسجام هذه الابيات مع سائر ابيات قصيدة البحتري .. هذا بالاضافة إلى أن الشاعر يقول : ( حتى انتهيت الى المصلى لابسا ) ومعلوم أن الامام عليهالسلام لم يصل إلى المصلى ، بل رجع من وسط الطريق .. الأمر الذي يدل على أن الأبيات قد قيلت في غير الامام عليهالسلام ، وقضية صلاته ..