وفي رسالة أخرى : « .. حتى عرفكم من كان جهلكم (١) ».
بل لقد صرح المنصور بذلك لعمه عبد الصمد بن علي ؛ حيث قال له : « نحن بين قوم رأونا بالأمس سوقة ، واليوم خلفاء ؛ فليس تتمهد هيبتنا إلا باستعمال العقوبة ، ونسيان العفو .. » كما سيأتي ..
وإذا كان العباسيون يدركون : أن الخطر الحقيقي الذي يتهددهم ، إنما هو من قبل أبناء عمهم العلويين ، فان عليهم إذن .. أن يتحركوا ..
أن يفعلوا شيئا .. أن يواجهوا الخطر المحدق بهم بكل وسيلة ، وبأي أسلوب كان .. سيما وهم يشهدون عن كثب سرعة استجابة الناس للعلويين ، وتأييدهم ، ومساندتهم لكل دعوة من قبلهم ..
فكيف عالج العباسيون الموقف؟! ..
وما هو مدى نجاحهم في ذلك؟ إن كان قدر لهم النجاح!!.
__________________
(١) البداية والنهاية ج ١٠ ص ٦٩ ، والامامة والسياسة ج ٢ ص ١٣٣ ، وغير ذلك.