آثاره العلمية
ألف الشيخ ـ عدا جواهره التي سيأتي تفصيل الحديث عنها ـ كتاب نجاة العباد ، وهو رسالة عملية صنعها لمقلدية ، وهي من الرسائل العلمية التي حظيت بالتعاليق والشروح بعد عصره. وله أيضا عدة رسائل أخرى في الدماء الثلاثة والزكاة والخمس وأحكام الأموات ، كلها ألحقت بنجاة العباد ، وصارت جمعيها رسالة واحدة بهذا الاسم. وله هداية الناسكين في مناسك الحج ، ورسالة في المواريث وهي آخر مؤلفاته فقد فرغ منها سنة الوباء ١٢٦٤.
وله كتاب في الاصول تلفت نسخته الوحيدة التي هي بخطه ، وقصتها ان له وليدا صغيرا تناول هذا الكتاب أثناء لعبه والقاه في البئر. وبعد اخراجه وجدوا انه قد انمحت كلماته ولم يكن وقت الشيخ يسمح له يومئذ وهو المرجع للتقليد أن يعيد تأليفه
ولو لم يكن الا جواهر الكلام لكفى. هذا الكتاب الكبير الواسع الذي بلغت اجزاؤه حسب تقسيمه ٤٤ جزءا ، وان كان الناشرون حشدوا هذه الاجزاء في ستة مجلدات ضخام حشدا ، رعاية للاقتصاد. وسيأتي وصف هذا الكتاب الجليل
الحركة العلمية في عصره
كانت الحركة العلمية في عهد شيخنا المترجم له في القمة من الحركات العلمية التي امتاز بها القرن الثالث عشر الهجري في خصوص النجف الاشرف وكربلاء.
فان النهضة العلمية التجديدية في الفقة واصوله ـ بعد الفتور العام الذي اصابها في القرن الحادي عشر واكثر الثاني عشر ـ ابتدأت في كربلاء على يد المؤسس العظيم الاغا محمد باقر البهبهاني المتوفي سنة ١٢٠٨.
وبقيت بعده النجف تنازع كربلاء وتشاطرها الحركة العلمية بفضل تلميذيه العظيمين السيد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة ١٢١٢ والشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة ١٢٢٨